قبل فترة تناولت الزميلة الإعلامية السعودية هند عامر هذا المشروع بالتفصيل، وإليكم مقتطفات من دراستها القيمة لنقف معاً على الأسباب والدوافع التي تجعل من تبني مشروع إسلامي مضاد للتهويد والصهيونية، جزءاً من الفروض على المسلمين لدعم وتثبيت رباط المقدسيين حتى يحين الفتح.
تقول الدراسة: صنفت بعض المصادر مشروع «هازبرا» كأحد المشاريع الأكثر نجاحاً في التاريخ الأميركي، لتأثيره على ملايين من الأميركيين لنصرة ودعم الدولة الصهيونية، ويعد امتدادا لـ «الجدار الإعلامي» الذي غيب الوعي أميركياً عالمياً بقضايا الشرق الأوسط وخاصة فلسطين، ويكشف مشروع «هازبرا» في موقعه الرسمي ثمانية أنشطة رئيسه لتحقيق أهدافه، أبرزها من وجهة نظر الباحثة:
1- تقديم المساعدة والتوجيه للأفراد والمجموعات العاملة في الحملات الإعلامية المناصرة للصهاينة، وانبثق منه كتيب هازبرا وهو دليل إلكتروني يستهدف الطلاب والمناصرين حول العالم لتعليمهم أساسيات الدعاية للعدو الصهيوني، ويسرد الحجج المعتادة ضد الصهاينة ويوضح كيفية الرد عليها.
2- دعم أنشطة الجماعات الطلابية المؤيدة للديموقراطية وحقوق الإنسان والتي تتضمن رسائل تدعو إلى مكافحة الإرهاب، وانبثقت منه منظمة «Hasbara Fellowships» الطلابية عام 2011 ويديرها الحاخام اليوت ماتياس، وتعاونت طبقاً لموقعها الرسمي مع 80 جامعة، وجلبت 3000 طالب وطالبة لزيارة العدو المحتل عبر أكثر من 250 فرعا، وزودتهم بمعلومات عن دولة الكيان الصهيوني وأدوات نشر هذه المعلومات ثم أعادتهم إلى جامعاتهم.
وبينت الكاتبة السعودية والمستشارة الإعلامية هند عامر الحاصلة على الماجستير في الإعلام الرقمي «أن أخطر ما قدمته المنظمة ما يعنى بمبادرات وسائل الإعلام الاجتماعية، إذ قدمت خدمات محترفة ومبهرة للمجموعات الطلابية وتحديداً المجموعات التي تقدم مبادرات إعلامية لمناصرة الكيان الصهيوني، ومنها التوجيه الإستراتيجي في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل كيفية صناعة العلامة التجارية للمجموعة المؤيدة للعدو الصهيوني وتحديد الأهداف وبناء الهيكل التنظيمي والتوعية بأدوات قياس تأثير حملات المجموعة، ومساعدة المجموعة على التطوير المستمر لأدائها بكيفية صوغ الرسائل المؤثرة الصالحة للنشر في وسائل الإعلام الاجتماعية بتنوعها، وتنظيم ورش عمل في أفضل الممارسات لاستخدام أدوات وسائل إعلام اجتماعية محددة وأهمها الفيسبوك وتويتر، وتقديم مِنح علمية وتعليمية متعلقة باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية».
«هازبرا» امتداد لاتجاه صهيوني قديم تمثله «وحدة المتحدثين الإعلاميين باسم الجيش الصهيوني» التابعة لجيش الدفاع الصهيوني تأسست عام 1948م لتكون همزة وصل بين جيش العدو الصهيوني ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية والجمهور العام، وتتفرع لتسع وحدات تهتم بإعلام دولة الكيان الصهيوني والإعلام الدولي وصناعة الأفلام وإعداد الأبحاث والاستراتيجيات والمبادرات والتدريب، ولهذه الوحدة ينتمي «افيخاي ادرعي» المتحدث بلسان جيش الدفاع الصهيوني للإعلام العربي، الذي تظهره بعض وسائل الإعلام العربية ويتابع حساباته بعض العرب في الوقت الذي كان ينبغي فيه قطع الطريق على كل هذه الجهود الإعلامية الساعية للتشكيك في القضية الفلسطينية العادلة.
وعن تكلفة «هازبرا» صرح المتحدث باسم الجيش الصهيوني «آفي بناياهو» ونشر في أوائل فبراير 2011 في موقع «الانتفاضة الإلكترونية electronicintifada» بأن 1.6 ملايين دولار ستستثمر لتدريب أكثر من مائة صهيوني تحت مسمى «محاربي وسائل الإعلام» لتدعم استخدام أدوات وسائل الإعلام الاجتماعية في نشر الدعاية الصهيونية للجماهير في أنحاء العالم.
وبتحليل النتائج إن كان الكيان الصهيوني نجح في تحقيق أهدافه الإعلامية عبر «حرب وسائل الإعلام الجديدة» وخاصة تويتر في حربه الأخيرة على غزة، بينت الباحثة أربعة معطيات لفشل كل هذه الجهود:
1- اعتراف الإعلام الصهيوني، فقد نشرت صحيفة «ذا جويش ديلي فورورد» الصهيونية تقريراً بعنوان: «تويتر.. أسوأ أعداء إسرائيل الجدد»، أوضحت فيه أن الحرب الحالية على غزة أثبتت أهمية وسيلة التواصل الاجتماعي في تغيير موازين القوى على صعيد الرأي العام العالمي، وأن «تويتر» غيّر كل قواعد العمل الصحافي، وأكدت أيضا أن «تويتر» أصبح لعبة كبيرة في جبهة الرأي العام العالمي.
2- تَصَدّر وسم المطالبة بمحاكمة العدو الصهيوني (ICC4Israel#) للترند العالمي في شبكة تويتر، حيث حظي بمشاركات من دول عربية، أوروبية وأميركا.
3- نتائج التفاعل في الوسوم ـ الهاشتاقات ـ المناصرة لغزة كشفت عن أكثر من 10 ملايين تفاعل مناصر لغزة، وأشهرها (#prayforgaza, #GazaUnderAttack, #GazaUnderFire, #ISupportGaza )
مقابل 500 ألف تفاعل فقط في الوسوم المناصرة لإسرائيل وأشهرها: (#prayforIsrael, #IsraelUnderAttack, #IsraelUnderFire, ISupportIsrael# ).
4- ردود الأفعال العالمية المؤيدة لغزة من عدد من مشاهير عالم الفن، من ممثلين وممثلات ومغنين ومغنيات، فبعيدا عن الانحطاط الأخلاقي في الرسائل التي يقدمونها، إلا أن لهؤلاء تأثيرا كبيرا على الرأي العام وكان من أشهر المناصرين لغزة، مثل مادونا ـ 18 مليون متابع على فيسبوك، ريهانا ـ 36 مليون متابع، سيلينا جوميز، ميا فارو ـ 500 ألف متابع، جونثان ديمي الذي طالب صراحة بضرورة هدم الجدار وإيقاف المستوطنات، وجون كيوزاك الذي زاد على تأييد غزة بخوض نقاشات مع متابعيه لإقناعهم، ومارك روفالوا ـ مليون متابع في تويتر، وحتى الممثل اليهودي روك شنايدر الذي وصف ما يفعله العدو الصهيوني بالبشاعة.
وخلصت الدراسة إلى أن «المعركة الرئيسة في هذا النوع من الحروب هي «معركة وعي» أولاً، والسلاح الأكثر نفاذا هو «السلاح الإعلامي» وأدواته في عصرنا الحالي هي «الشبكات الاجتماعية» ومتى ما نجحنا في استخدامها فسيحضر الوعي العالمي تجاه قضية فلسطين، وسيتشكَّل تبعا له الرأي العام في تلك الدول، ليتحول بعدها إلى قرارات ومواقف».
وختمت «إن الاستهانة بالإنجازات التي تحققها القضية الفلسطينية على العالم الافتراضي، هو قصور فردي عربي ومسلم عن فهم قواعد اللعبة وتأثير الآلة الإعلامية والتي أدركها الكيان الصهيوني منذ بداياته».
دراسة تستحق التمعن، والنظر لشبكات التواصل الاجتماعي قائد الرأي العام الجديد بجدية ومعاملته باحتراف لدعم قضايا الإسلام.
بقلم: خلود الخميس
twitter: @kholoudalkhamesHasbars
المصدر:
https://www.alanba.com.kw/kottab/kholood-alkhamis/521674/16-12-2014