[ مخارج الحروف ] و الإحساس الراحل

  [ مخارج الحروف ] و الإحساس الراحل

( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ)

هل جربت و استمعت لهذه الآية من سورة النمل .. بصوت القارئ (ياسر الدوسري ) ؟!!

جرب ذلك ..

 [youtube]https://www.youtube.com/watch?v=9M92kuAaZGk[/youtube]

لا شيء يثير الرجفة في أضلعي .. كما يفعل صوت هذا الرجل في نطقه لاسم ( الله ) جل في علاه

لقد بحثت كثيرا عن ذلك السبب المادي المحسوس ..

الذي يجعل صوتا كهذا يخترق أعماقنا ..فيستثير مدامعنا .. و تسمو به أرواحنا .

ذلك السبب الذي يجعل الآيات .. تصب في مسامعنا كماء منهمر .. لتستقر في قلوبنا .. و تروي جدبها ..

فوجدت أنه إلى جانب الأسباب الإيمانية التي هي الأساس

من أن هذه الروح لا يروي ظمأها ولا يسد جوعها مثل الإيمان الذي تدعوا له الآيات ،

و إلا ما كان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن يقول مقالته البليغة :

( لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله )

أقول إلى جانب الأسباب الإيمانية وجدت هذا السبب ..

و هو إتقان القارئ للأحكام التجويدية و أخص منها أمران:

صفاء صوت القارئ من الغنة أولا .. و إجادته لمخارج الحروف ثانيا .

هل يبدوا الأمر غامضا بالنسبة لك ؟!!

لا بأس ليست المسألة بذلك التعقيد

وليس الأمر بذلك الجمود .. الذي تحتفظ به في ذاكرتك عن ( علم التجويد)

بل إن هذه القناعة الخاطئة والرهبة الغير مبررة ..

هي التي حالت بيني وبين تعلم هذا العلم زمنا

ارتباط (مخارج الحروف) بالإحساس هو حقيقة رقيقة وحالمة ..

و إتقان هذه المخارج بذلك الصفاء , مع الصوت الحسن .. كأسباب مادية محسوسة ..

يجعلنا نستمتع , بل ونحلق مع الآيات

فتمر كأنها نسمات .. تداعب أرواحنا المحلقة وتزيدها تحليقا

حسنا .. في الوقت الذي نؤمن فيه بضرورة تدبر القرآن ..

إلا أننا نجد بالمقابل (شبه هجوم) على التجويد

بحجة أن الناس انشغلوا بالتجويد عن التدبر ..وللإنصاف فإن في ذلك في من الصحة نسبة ..

غير أن هذه الحجة المتكررة

أورثت درجة من الزهد بتعلم التجويد.. دون إدراك لذلك الرابط ..

الذي يربط هذا العلم بالإحساس الحالم الذي يكتنفنا عن سماع الآيات .

نحن حينما نقرأ القرآن بعد أن نتعلم المخارج ..

نكون قرأناه كما أنزل على حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

اقرأ بقلبك ما قاله الوليد بن المغيرة لــ(أبي جهل) عن سماعه تلك التلاوة :

( و والله إن لقوله الذي يقول لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ،

وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو وما يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته )

أفتظنون أنه قد سمعها ممن لا يعرف كيف يقرأها ؟!!

و لا كيف تنطق ؟!!

حسنا الذي يهمنا الآن ..

أن تقف قليلا لتستشعر هذا الترابط العجب ..

و تحاول أن تصحح تلاوتك ما استطعت

لتتلذذ أذنك وتحلق روحك ..

بتلاوة القرآن

…………………………

 كتبته: هند عامر


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on whatsapp
Share on email

10 Responses

  1. الله يقتح عليك أختي ويجزيك عنا خيراً
    حقاً انه موضوعاً قيماً …تسلم يمينك
    وجعله الله في ميزان حسناتك..آميين

  2. رائع جدا واكثر من رائع
    مضوع قيم ويستحق المشاركة فيه
    جعله ربي في موازين حسناتك

  3. هنيئا لك هند بنت عامر
    التفكر والتدبر لكلام الله
    فتح الله عليك
    فإن القرآن لم ينزل إلا ليتدبر
    قال ابن مسعود من أراد العلم فليثور القرآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هند عامر

روائية سعودية، متخصصة في الصحافة والنشر الالكتروني

اشترك معنا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديد الموقع على بريدك الالكتروني