سلسلة

الحياة

(4)

السائرون

series10 

سألت الطريق: لماذا تعبت؟

فقال بحزن: من السائرين

 

هل يتعب الطريق؟!
فاروق جويدة يخبرنا أنه يتعب

 

لا بأس

حتى لو تعب الطريق

نحن .. لن تعب

 

لأن جائزة الوصول أكبر

أكبر من كل نصب

وأكبر من كل وصب

أكبر من كل تعب

 

طريق-مظلم

 
اقرأ هذه الفلسفة العذبة للحياة

ثم أغمض عينيك وتخيلها واقعا معاشا

الحياة  ..

طريق إلى الله

أنت فيها (سائر) إلى ربك

لسان حالك

(إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)

لا مجال للوقوف

لأن الوقوف .. تراجع

ولا مجال للقعود

لأن القعود .. خذلان

(وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ)

 

خارطة الطريق هي كتاب ربك

وكلما ضللت .. تذكرت

أنك لو اتقيت الله حق تقاته  ,, 

لعلمت مسالك الطريق وأبصرتها

(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)

 فطريقك يقطع بالقلوب لا بالأقدام

393723_495495973832358_1201345766_n

وما دمت تحمل في قلبك شوقا

إلى رؤية الجميل الذي يحب الجمال

– جل في علاه –

و انكسارا من ذنب ثقيل

– كفانا الله إياه –

فأنت سائر إليه

سائر إلى الله

 

والطريق إلى الله

طريق يعتريه ما بعتريه

من وعورة مسلك

و وحوش تتربص

ونفس أمارة

 

فكلما تعبت ردد

(يا أقدام الصبر احملي بقي القليل )

154749_182938561847424_925281205_n

واجتهد في سيرك أن تتخذ لك  (دليلا)

يرشدك ويعينك على إتمام الطريق

كلما تفرعت الطرق واشتبهت

ليكن شيخا جليلا أو حكيما خبيرا

يخبرك أين تسير؟

وكيف تسير؟

ومن أين تبدأ ؟

و فيم تستمر؟

(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

نن

مع جمال الرحلة

لا تنس أن تجتهد في تفحص طبيعة الطريق

يقول ابن القيم  : ” الطريق الى الله فى الحقيقة واحد لا تعدد فيه ،

وهو صراطه المستقيم الذى نصبه موصلا لمن سلكه اليه

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)

الأمر لا يحتاج نظريات ولا تفصيلات

كل ما يرضى الله هو خطوات في السير بقلبك  إليه

وصلى الله عليه وسلم يوجزها بكلمات يسيرة

(قُلْ آمنتُ باللهِ ثُمَّ استقِمْ)

– صحيح-

&&&

وان استوحشت من قلة السالكين وقلة المعالم

فأنصت بقلبك لوصية المغامسي

[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=fbSc9nT-uIw[/youtube]

https://www.youtube.com/watch?v=fbSc9nT-uIw

تذكر وصايا المغامسي

لاتقدم رضوان أحد على رضوان الله

كل ما أمرك الله بالمسابقة إليه فسابق.. وافعله محتسبا

أظهر لله افتقارك إليه سبحانه

كل من استدام على أمر يموت عليه .. فاستدم على طاعة

إذا اجتهدت في عمل واجتهدت أن يكون لله فلا تبالِ بأحد من الناس

وطن نفسك على أن لا تقدح في أحد واجتهد في أعمال السرائر

عظم الله بقلبك .. والتعظيم بالعلم .. والعلم بتدبر القرآن

اجمع بين حب الله .. والخوف منه .. والرجاء فيما عنده ..

وستوفق إلى صراط مستقيم

 Vu_laoVaoBaoTo

الطريق مهما طال.. وتوسطته المشاق .. تبقى له لذة

{ يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه }

فاحرص أن لاتفقد في لجة الطريق يقينك

وكلما خفت أوقده من زيت الإخبات  إلى الله

  ” ففى الطريق اوديه وشعوب , وعقبات ووهود ,

وشوك وعوسج و وعليق وشبرق ,  ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ..

ولا سيما اهل الليل المدلجين .. فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات ,

والا تعلقت بهم تلك الموانع . وتشبثت بهم تلك القواطع ,

 وحالة بينهم وبين السير ” .

 

 كل اللذائذ قد تفنى

لكن لذة العيش مع الله

والسير إلى الله

تبقى

وحتى لو تعب الطريق

لن نتعب

وسنردد

(يا أقدام الصبر احملي بقي القليل )

……………………………………………

ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه

كتبته هند عامر

hindamer@hotmail.com


Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on whatsapp
Share on email

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هند عامر

روائية سعودية، متخصصة في الصحافة والنشر الالكتروني