يأتي سؤال يصحبه انكسار من الصحابة:
يارسول الله ، أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟
فيأتي الرد
من الله جل في علاه وتتنازل آية عظيمة تسكب في قلب المؤمن الود المؤنس ، والرضى المطمئن الواثق:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( ١٨٦ ) }
يالله
ما أجملها من آيه وما أعظمه من رد يضيف العباد إليه سبحانه في قوله (عبادي) ويكون رده فيها سريعا مباشراً (فإني قريب)
لم يقل (فقل لهم أني قريب) ولا (فإني أسمع الدعاء) بل عجل بالإجابة (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)
بل والأكثر من ذلك
أن هذه الآية جاءت بين آيات الصيام
لتبشرنا أنه إذا صحب الدعاء استجابة صادقة بالتزام أوامره واجتناب نواهيه،
ويقين راسخ بأن الله يستحي أن يرد يدي عبده خائبة ،
فدعوة الصائم إحدى ثلاث دعوات مستجابات، بل له كل يوم وليلة دعوة مستجابة، وهكذا عند فطره
لنرفع راية الحرص على أيام رمضان ولياليه
لننشغل بالدعاء ولانحمل هم الإجابة ولا نستعجل
لندع بقلب حاضر منكسر نتحرى أوقات الإجابة، مستقبلين القبلة، على طهارة رافعين آيادينا لمن لايردها خائبة ،
بادئين بالحمد والثناء والصلاة على رسول الأمة ونبي الرحمة، مقرين بذنوبنا مستغفرين وتائبين ،
متوسلين له بأسمائه وصفاته وطالبين حاجاتنا من خيري الدنيا والآخرة
فإن مثل هذا الدعاء لايكاد يرد، فرمضان هو شهر إجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات.