عام جديد .. بلا أب
في مثل هذا اليوم من العام الماضي 1433 هـ
ألقيت محاضرة بعنوان العابرون
عن رحيل الأعوام
ولم أكن أعرف حينها
أن عام ١٤٣٤ هـ
سيرحل
مصطحبا معه والدي
لم يخطر ببالي أني
سألتفت ثم لا أجد والدي كعادته
يحمل تقويم أم القرى الجديد
ليحدثني عن المربعانية
والشبط
وليروي لي حكايا سهيل
فأومي برأسي مبتسمة
وأنا لا أفهم شيئا
لم يخطر ببالي
أني سأجلس هذا العام
أتأمل المكان الذي كان يحب الجلوس فيه
مكتبته ونظارته
رائحة الحطب
لأتساءل:
ماذا كنت سأخسر
لو كنت حرصت على مشاركته قهوته كل عصر بوقت أطول
بدل الانشغالات التي لا تنتهي؟
ماذا كنت سأخسر
لو كنت اهتممت أكثر بالكتب التي كان يشتريها
ويسألني عن الأفضل بحكم كثرة قراءاتي؟
ماذا كنت سأخسر
لو كنت تعجلت بالقصائد التي كان يعطيني إياها
لأطبعها له في الحاسب بدلا من تأخيرها بضع ساعات؟
ماذا كنت سأخسر
لو كنت حرصت على مساعدته على تصحيح التلاوة والمخارج
في اللحظة التي كان يتابع فيها ذلك مع المقرئ في مسجد الحي؟
ماذا كنت سأخسر
لو استجبت لعتبه المتكرر لي لعدم جلوسي مع العائلة وتشاغلي؟
ماذا كنت سأخسر
لو كنت أكثر قربا منه
وأكثر حنانا
وأكثر برا؟
ياااااه
تنبهت لهذا متأخرة
تنبهت بعد أن خسرته
في حادث سير
لأكتشف أن كل تلك الخسارات تعوض
إلا خسارة الأب
فقد الأب مؤلم
ونسيانه صعب
أصعب مما نتخيل
وذاكرة الأماكن
تنفض الغبار عن الحنين
وتوقظ الجراح كل حين
أكتب هذا لأقول:
ها هو العام الجديد أقبل
بروا آبائكم وأمهاتكم
فالموت لا يستأذن
وتذكروا أنه سيأتي يوم
تلتفتون فلا تجدون إلا
بقايا أطياف
وبعض ابتسامات
وأماكن لا تنسى
وعام جديد
بلا أب.
…………………
كتبته: هند عامر
Hindamer@hotmail.com
4 Responses
رحمه الله وغفر له
كيف هو يومي من غير نظراته مناقشاته توجيهاته والدي حفظه الله وادام عليه الصحة والعافية اؤمن يقينا أننا راحلون لكن يصعب علي تخيل اللحظة أو مجرد التفكير بها جبر الله مصابة وثبت قلبك وجعلك ممن صبر واحتسب
لا يكشف المحيطون عن حقائقهم إلا بعد اطمئنانهم على رحيل الأب ، وكأنهم قد كانوا ينتظرون ذلك ويتمنونه و بفارغ الصبر ،
و أول المسارعين لغرس خناجرهم في خواصرنا ؛ هم من كانوا الأكثر انتفاعا منه ، والأكثر عالة عليه !!
الله يغفرله ويرحمة يارب والله يجعله يغمس في نعيم الجنة
خاطرة جميلة رغم الألم الذي تحملة
أسأل الله أن يجعل من بداية هذة السنة تحمل معها بشائر خير ويحفظ لك جميع من تحبين